.... && أناجيك &&.....
********************************
أُنَاَجِيِكَ بصَمْتِيِ وهَوَاكَ قَاتِلِيِ
ودَمْعُ النَوَىَ أَنِيسُ وِحْدَتِيِ
يَاَمَنْ يَتِيهُ فِىِ درُوبِ حَنيِنيِ
ويَصُونُ بالجَوَارِحِ سِرَ مَوَدَتِيِ
أُخْفِيِ هَوَاكَ عَنْ النَاَظِرِينَ وأَرتَدِيِ
ثَوْبَ التَجَاهُلِ فَوْقَ قَسوَتِيِ
أَدّْعِيِ أَنّْيِ بوَصْلِكَ لَاَ أُبَالِيِ
ويَشْدُوكَ لَيْلِيِ بأَلحَانِ مَحَبْتِيِ
وبِكُلِ لَيْلٍ لَناَ لِقَاءٌ أَبُثُكَ فيِهِ
أَشْوَاقِيِ وأُوَارِيِ فِيِكَ دَمْعَتِيِ
يَامُسَافِراً بدَمِيِ وتَاَئِهَاً بِدُروُبِيِ
هَوْنْ عَلَيْكَ فَعِنَاقُ ثَغْرِكَ مُنْيَتِيِ
والبُعْدُ عَنْكَ نَوَائِبٌ تَعصرُ وَجْدِيِ
وفِيِ طِيِبِ لقَائِكَ دِفءُ سَكِينَتِيِ
يَجُوُلُ دَمُكَ بِوَرِيِدِيِ صَفَاءاً
ويَنْشُرُ أنْفَاسُكَ بجِذُورِ عَتْمَتِيِ
تَبْذُلُ رُوْحَكَ لِيِ عَطَاءُ خيرٍ
وتُمَنّْيِ النَفْسَ بحُسْنِ طَلْعَتِي
فَكيْفَ أَقْوَىَ عَلىَ فُرَاقِكَ
ومِنْكَ الحَيَاةُ وفِيِكَ مَنِيَّتِيِ
*********************************
##بقلمي الشاعرة
هدى عبد المعطي محمود
28 / 9 / 2017
حقوق النشر محفوظة
------------------------------------------
ما إن تظهر حروفك للنور حتى ننفصل عن عالمنا المحيط لنعيش بين تلك الهمسات فى عالم من النقاء ..
فما اشد بوح هذا الصمت .. اهو صمت ام ضجيج خلفه يرسل أمنيات بمناجاة حالمة .. ولعله أمر عجيب فى هذه المناجاة .. فعادة المناجاة لمحبوب يُرتَجَى وصله ولكن الدلالة هنا للمعنى توحى بأن هذا المقصود بالمناجة أقرب ما يكون لدروب القلب فهو يتيه فى دروب الحنين وأيضا علي سر المودة أمين .. ولعلك سلكت طريقا من اروع ما يحفظ بقاء العهد والود وهو اخفاء هواك عن الناظرين فهو كفيل ببقاء الحب والود بمأمن عن عيون الجميع ..
وصورة اروع هنا عندما تدعى أنك لا تبالين بالوصال ولكن ليلك يشدوه نيابة عنك بألحان محبتك .. فحتى الليل يعلم طقوس محبتك فيشدو معك ..
وهنا بوح جميل عندما استطعت توثيق هذا الشغف الحالم بقولك
وبكل ليل لنا لقاء أبثك فيه
اشواقي وأواري فيك دمعتي ..
ليته يعلم أن تلك الكلمات بمثابة ميثاق فهو يعلم كيف يواري دموعك ..
وتمضي المناجاة بأروع رسالة للطمأنينة فى قولك
يا مسافرا بدمى وتائها بدروبي
هون عليك ... هنا اطمئن قلبه وسكنت روحه فهو يعلم الان وجهته التى يسافر اليها ..
ولو حاولنا العودة للبداية سنجد الترابط المعهود فى قصائدك .. فهنا نجد .. يا من يتيه فى دروب حنينى .. ثم تائها بدروبي ..
وصورة اخري اجمل فى الربط .. يا مسافرا بدمى .. ثم يجول دمك بوريدى ..
كلها مترادفات توضح حالة التلبس التام والاندماج بحالة عشق لم يسمع عنها العشاق قبلا .. فهو يسافر تارة بدمها .. وتارة اخري يسري دمه بوريدها .. ما اروعه من تصوير بصورة استعارات بلاغية متتابعة جعلت المتأمل هنا يتوقف طويل ليعلم هل لهذا المداد نهاية .. ورغم كل هذه الحالة المتشبعة بالنجوى إلا انها تعلم تماما انه يمني النفس بحسن طلعتها .. ويا لها من ثقة جميلة وتدلل انيق حين تعلم ان حسن طلعتها هى منيته التى يسعي خلفها ..
وخاتمة لا تحتمل بعدها اى تأويل او تفكير .. فلا طريق امامه غير مقابلة الروح بالروح حين تقولين
ومِنكَ الحَيَاةُ وفيكَ مَنِيَّتيِ
هنا انتهت كل حروف الأبجدية وعجزت عن وصف تلك الحالة التى ارسلت اقوى رسالة طمأنينة لهذا المتطلع لحسن طلعتها فهنيئا له بصدق الحروف
ما اسعدنا عندما نعيش بين حروفك ملكتنا المتوجة وانه لشرف لنا ان نمر على كلماتك كمار على نهر يبتغى العذب الزلال .. شرفت بحرفك الأسر سيدتى Hoda Abdelmoaty Mahmoud
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق