مطبخ الثعبات اﻷخير
أنا من شريت الأغبياء لأحتمي بغبائهم لكنني عشت الغباء
و الأوفياء أنا الذي شردتهم كي أرتقي لكنني هنت الوفاء
سوق السياسة منزلي كم بعت فيه من الرجال المتعبين
وكم شريت من النساء المتعبات نساء
واﻵن وحدي في مزاد الذل أنتظر الشراء
بيعت جميع الكائنات كبيرها وصفيرها
وتزوج البغل الحداء
ومروجو اﻷبقار من حولي
ولكن لم يسل أحد على ثمني وﻻ الجزار جاء
هل صار لحمي منتنا ؟
أم ياترى صارت مبايعتي وباء ؟
وأنا الذي كانت تسف الفقر في كل البلاد مشيئتي
هذه البلاد غبية كنت تسف لي الغتاء
واﻵن ويح حماقتي ماعاد في وسع احتظاري أن يشاء
اﻵن أرقد في الحضيض وكان مفرشي السماء
واﻵن أحضن ذلة كشفت بأن شجاعتي كانت رياء
كم من ثعابين طبخت
وكم شربت سمومها خمرا على ريقي
وأحسبه ذكاء
واﻵن ثعباني اﻷخير أجاد طبخي
لست أدري هل سيأكلني
صبوحا أو غداء أو عشاء
وحدي عدو الناس طرا
يا لحظي
كيف لا يضحون لي طرا عداء!!!
اﻵن مفتقر إلى وطن ألوذ به احتماء
وطن !!! لعمري أنني من بعته برا وماء
وطن !!! لعمري إنني من خنته طينا ، هواء
وطن !!! لعمري إنني أرهقته هدا
وفاخر بي بناء
وطن!!! رعاه الله كم قد كان يدفعني اﻷمام
وكم قد كنت عمدا لارعاني الله أدفعه وراء
فإذا غدوت الوجبة اﻷشهى لثعباني اﻷخير
إذا تعشاني
وناولني الفناء
ﻻتقرؤوا ياسين من بعدي
بجاه الله
ﻻتتكلفوا بعدي العزاء
هذا جزائي
لم يكن لي غير عار ختامي المخزي عزاء
النص لي لاشك في ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق