السبت، 23 ديسمبر 2017

الشاعر ميلود صالحي

سأهجر عالمي النرجسي
وأهجر حدائق النساء
سأشوه شكل أي إمرأة
إرتسم في قصائدي العصماء
فقدت شهية العشق
لأي إمرأة تغتسل بين الكلمات
وتجفف تقاسيمها بمجفف كهرباء
لم يبق شيء جميل في النساء

سأهجر الشعر
وأسلم عرش القوافي
وأرحل كزوبعة في البيداء
ألململ فقط بقايا قصيدة لأمي
كتبتها قبل رحيلها ذات مساء
لم يعد هناك طعم للشعر
ولا للورود ولا للنساء
كان الشعر يولد كطفل جميل
تحتضنه أول أنثى
وينام علي صدرها ليل طويل
ينام الشعر في حضنها
كطفل شقي يداعب ضفائرها
ويتوسد نهدها في كبرياء

سأهجر مملكة العشق
فلم يعد هناك للورد رائحة
والفراش هجر الحدائق الغنّاء
رحلت كل الشحارير المغردة
وتساقطت اوراق الصفصاف في حياء
لم يعد لربيع الربى نفحة
وازهار الياسمين ذبلت في إنحناء

كم مرة حاولت عبثا
أن أجعل من الانثى زرافة كبرياء
وأجعلها رمز للربيع
وأجعلها ناموس البقاء
لكن ما من إمرأة جربتها
الا ووجدت بها بذور الفناء
وكم مرة رافعت جاهدا
لأخلصها من تهمة أمة
وأخلصها من أعراف القبلية الحمقاء
لكن ما من إمرأة تسلمت ملف قضيتها
الا ووجدت شهادة عدم الانتماء
الى عالم النساء
............................بقلمي العاشق ميلود صالحي الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق