العربية سيدة اللغات
اللغة العربية من أشرف اللغات وأوسعها وأعمقها. فهي لغة القرآن، وهي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدّين. وهي البحر الواسع الذي لاساحل له في عمقه درر ويواقيت لا يعرفها إلا من غاص بحثا عنها، فتعالوا نغوص جميعا لنستخرج هذه الجواهر مع كتاب جميل في هذا الباب وهو فقه اللغة وأسرار العربية للإمام أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي المتوفى سنة 430ه.
قه اللغة
الدرس الأول
الكلّيات
"في فُنُونٍ مُخْتَلِفَةِ التّرْتِيبِ عن أكثر الأئمة"
كلُّ ريحٍ تَهُبُّ بينَ رِيحَينِ فهي نَكْباءُ.
كلُّ ريح لا تُحرِّكُ شَجَراً ولا تُعَفِّي أثَراً، فهي نَسيم.
كلُ عظْم مستدَيرٍ أجْوَفَ فهو قَصَب.
كلّ عظْم عريض فهو لَوْح.
كلُّ جِلْدٍ مدْبُوغ فهو سِبْت.
كلُّ صانع عندَ العَرَبِ، فهو إسكاف.
كلُّ عامل بالحديدِ فهو قَيْن.
كلُّ ما ارتَفَعَ منَ الأرض فهو نَجْد.
كلُّ أرْض لا تُنْبِتُ شيئاً فهي مَرْت.
كلُّ شيءٍ فيهِ اعْوِجاج وَانْعِرَاج كالأضْلاع والإِكافِ والقَتَبِ والسَّرْجِ والأودية فهو حِنْوٌ، بكسر الحاء وفتحها.
كلُّ شيءٍ سَدَدْتَ به شيئاً، فهو سِدَاد، وذلك مِثْلُ سِدادِ القارورةِ، وسِدادِ الثَّغْرِ، وسدادِ الخَلَّةِ.
كلُّ مال نفيسٍ عنْدَ العربِ فهو غُرَّة: فالفَرَسُ غُرَّةُ مالِ الرجلِ، والعبد غُرَّةُ مالِهِ، والنَّجِيبُ غُرَّةُ مالِهِ، والأمَةُ الفَارِهةُ مِنْ غُرَرِ المالِ.
كلُّ ما أَظَلَّ الإِنسانَ فوقَ رَأْسِهِ من سَحَابٍ أو ضَبَابٍ أو ظِلّ فهو غيابٌ.
كلُّ قِطْعَةٍ من الأرضِ على حِيالَها من المَنَابِتِ والمزارِع وغيرِها فهي قَرَاح.
كلُّ ما يرُوعُكَ منه جَمالٌ أو كَثْرَة فهو رائع.
كلُّ شَيْءٍ اسْتَجَدْتَهُ فَأَعْجَبَكَ فهو طُرْفَة.
كلُّ ما حلَّيْتَ بهِ امرأةً أو سيفاً فهو حَلْيٌ.
كلُّ شيءٍ حفَّ مَحْمَلهُ فهو حِفُّ.
كُلُّ مَتاع من مال صامتٍ أو ناطقٍ فهو علاَقَةُ.
كُلُّ إناءٍ يُجْعَلُ فِيهِ الشَرَابُ فهو ناجُود.
كلُّ ما يَسْتَلِذُّهُ الإِنسانُ من صَوْتٍ حَسَنٍ طَيِّبٍ فهو سَمَاع.
كلُّ صائتٍ مُطْرِبِ الصَّوتِ فهو غَرِد ومُغرِّد.
كلُّ ما أَهْلَكَ الإِنْسانَ فهو غُول.
كل دُخانٍ يسْطَعُ مِن ماءٍ حارً فهو بُخَار وكذلك من النَّدى.
كلُّ شَيْءٍ تَجَاوَزَ قَدْرَهُ فهو فاحِش.
كلُّ ضَرْبِ من الشَيْءِ وكلُّ صِنْفٍ منَ الثمارِ والنّبَاتِ وغَيرِها فهو نَوْع.
كلُّ شَهرٍ في صَمِيمِ الحرِّ فهو شَهْرُ نَاجِرٍ. قال ذو الرُّمّة: (من الطويل):
صَرًى آجِن يَزْوِي لَهُ المَرْءُ وَجْهَهُ ..إذَا ذَاقَهُ الظَّمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ.
وكلُّ ما لا رُوحَ لَهُ فهو مَوَاتٌ.
كلُّ كلام لا تفهَمُهُ العربُ فهو رَطَانَة.
كلُّ ما تَطَيّرْتَ بِهِ فهو لُجْمَة، ومنهُ قول العَرَبِ للًرَجلِ إذا ماتَ: عَطَسَتْ بِهِ اللُّجَم وأنشد أبو بكر بنُ دُريد: (من الرجز):
(ولا أخَافُ اللُّجَمَ العَوَاطِسا).
واللُجَمُ أيضاً دُويبَّة.
كلُّ شيءٍ يُتَّخذُ رَبًّا وُيعبَدُ مِنْ دُونِ اللهّ عزَّ وجل فهو الزُّورُ والزُّونُ.
كلُّ شيءٍ قليل رقيقٍ مِن ماءٍ أو نَبْتٍ أو عِلْم فهو رَكِيكٌ.
كلُّ شيءٍ لَهُ قَدْر وَخَطَر فهو نَفِيس.
كلُّ كَلِمَةٍ قَبِيحَةٍ فهي عَوْرَاءُ.
كلُّ فَعْلَةٍ قبيحةٍ فَهي سَوْآءُ.
كلُّ جَوْهَرٍ مِن جواهِرِ الأرضِ كالذّهَبِ والفِضَّةِ والنُّحاسِ، فهو الفِلِزُّ.
كلُّ شَيْءٍ أحاطَ بالشَّيءِ فهو إطارٌ له، كإطارِ المُنْخلِ والدُّفِّ، وإطارِ الشَّفة وإطارِ البيتِ كالمِنْطَقَةِ حَوْلَه.
كلُّ وسْم بمكوًى فهو نارٌ، وما كانَ بغيرِ مِكْوًى فهو حَرْقٌ وَحزٌّ.
كلُّ شَيْءٍ لانَ مِنْ عُودٍ أو حَبْل أو قناةٍ فهو لَدْنٌ.
كلُّ شيءٍ جَلَسْتَ أو نِمتَ عَلَيهِ فوجدتَهُ وطيئاً، فهو وثِيرٌ.
كلُّ عِطْرٍ مائِع فهو المَلاَبُ.
وكلُّ عِطْرٍ يابِس فهو الكِبَاءُ.
وكلُ عِطْرٍ يُدَقُّ فهو الالَنْجُوجُ.
من كتاب فقه اللغة وأسرار العربية
أبو منصور الثعالبي ت430
محمد أبورزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق