أراكِ رَوْضَاً بِيَانِعَاتِ الوُرُودِ مُرصَّعَاً
وَلَكِ رَحِيقَ الُفِّل انـــحنىٰ مُتَبَسِّمَا
أقْبَلتِ فَعَبِقَ الكَوْنُ بِأَرِيجُكِ عِطْرَاً
حَتىٰ الْأَقْــحَوانُ غارَ مِنكِ وَتَمْتَمَا
والجُورِيُّ بَاتَ أَمَامَ بَهَاؤُكِ خَجوِلاً
كَأنَّ عَبِيرُهُ بِوُجــوُدِ عِطرُكِ انْعَدَمَا
والطَيْرُ كانَ فَوْقُ الغُصُونِ مُنْشِدِاً
ولِرُؤْيَاكِ أمْـسَىٰ صَامتاً ومُتَلَعْثِمَا
حَارَ العَنْدَلِيبُ لِحُسْنُ وَجْهُكِ قَائِلاً
بِمَفَاتِنُك قَدْ يَطــيبُ لِي أنْ أَتَرَنَّمَا
وعَيْنَاكِ تَلْمَعانِ بِالفَضاءاتِ نِجمَاً
مَا رَأىٰ الأُفْقُ كَماهُنَّ بَيْنَ الأَنْجُمَا
وَفَوْقَ ثَغْرُكِ البَسَّام لِلهَائِمينَ وُدَاً
كَادَ يَكُونَ لِلعَاشِقِينَ شِفَاءٌ وَبلسَمَا
وَعَلىٰ صَفَخاتِ خَـــدُّكِ رَأَيْتُ بَدْرَاً
يُضَيئُ لِلتَائِهينَ دُجَـــىٰ لَيْلٍ أَظْلَمَا
لَكِ مَا رَأتْ عَينيْ بَيْْنَ العِبَادِ شَبَهَاً
كَذَبَ مَنْ قَالَ لَكِ شَبِيهَاتٌ وَتَوَهَّمَا
فَبِقُرْبُكِ قَدْ أَرْتَضِي النَارَ لِي مَنْزِلَةً
وَفِي بُعْدُكِ باتَتْ كُلّ الجِنَانَ جُهَنَمَا
محمود كرّوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق