الأحد، 14 يناير 2018

الشاعرة زهرة عبدالرحمن

من اجل عينيك (قصة)

أخذت منه حامل البيانات بسرعة لابد أن تتدارك مافاتها من محاضرات خلال مرضها تبا لذلك المطعم لن تأكل فيه مجددا حالة التسمم التي تعرضت لها كادت أن تفوت عنها الامتحانات، المهم أن لديها صديق تستند عليه في هذه الأوقات :
_ هل حملت لي كل المحاضرات؟ أريد أن اتفوق ككل سنة.
  _ نعم ياسيدتي كل المحاضرات واضفت لك أغنية لتهدأ أعصابك.
_ أغنية؟!! لا وقت لدي للأغاني لابد أن اتدارك التأخير.
_ اغنية جميلة لأم كلثوم ستعجبك.
ابتسمت :
أم كلثوم ؟؟! تعرف نحن في عصر السرعة ولا تروقني هذه الأغاني الثقيلة.
_ أخاف على أذنيك الجميلتين من كثرة ما تسمعين للأغاني الصاخبة  جربي ولن تخسري.
_ لا تعطلني لدي عمل نتواصل مساءاً بعد أن انقل المحاضرات وأسمع  الأغنية ،ضحكت ثم غادرت.
توجهت إلى المنزل وبدأت في نقل محاضراتها كانت آثار التسمم لاتزال تؤثر عليها والآلام تجتاحها من حين لآخر.
تأخر الوقت ستنام وغدا ستكمل ماتبقى
اه تذكرت الأغنية ستجرب ربما تساعدها على تهدئة اعصابها.
بدأت الموسيقى تنساب كنهر عذب ثم جاء صوت أم كلثوم في قوة واعتزاز :
لأجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخلي
وأصبحت عيني بعد الكرى
تقول للتسهيد لا ترحلي
كلمات كالسحر جعلتها تطير كفراشة بين زهور الربيع.
تراه ماذا قصد بهذه الأغنية، قفزت أمام المرآة طالما كانت عيناها متميزتين ومحط إعجاب ومدح، هل تنطبق الأغنية عليهما، غرور الأنثى تحرك، ومشاعرها التي في الانتظار تقفز لتحضر بقوة.
بدأ سيناريو علاقتها به يحضر أمامها، كان دائما سندها يقف بجانبها دون كلل، هل يحبها، خفق قلبها لمجرد أن حضرت هذه الكلمة،
تغيرت علاقتها به أصبحت تراه  الفارس الذي سيخطفها إلى دنيا العشاق وضاع في هذه الرحلة الأخ والزميل وبقي العاشق فقط تواعدا على الحب والزواج واكمال مشوار الحياة بمرها وحلوها سيبنيان معا مملكتهما ستكون سنده ويكون ركيزتها.
انتهى العام الجامعي وتخرحا كم كانت سعيدة، كيف لا واحلامها كأي فتاة تتحقق شهادة تخرج بامتياز تسمح لها بالبداية في أي منصب يناسب مؤهلاتها العظيمة ورجل أحبها ولم يختر غيرها، أي قدر كقدرها محظوظة،
كان وسادتها تحتضن رأسها بكل ما يحمله من أحلام سعيدة ومازالت أم كلثوم تصدح :
يافاتنا لولاه ماهزني وجد
ولا طعم الهوى طاب لي
هذا فؤادي فامتلك أمره
فاظلمه إن أحببت أو فاعدل
......... (يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق