الرسالة السابعة...
وهران.. والرذاذ يغازل ما تبقى من نوارسها..
مدخل... أنت اليوم وغدا عيد أزرق
جميلة أنت وفارعة العود في ثيايك الناصع البياض كأنك ملكة هبطت من السماء، لست مثل بقية النساء الأخريات، متواضعة ورشيقة ومتأنقة ومتألقة تتقدين جمالا وبهاء وروعة وعذراء في عمر الزهور المتفتحة.. وجهك مُشرق وهادئ كنسمات الفجر الصادق تفيضين حيوية ونشاطا، ضاحكة السن قد خدرني حسنك الأنثوي الناعم وخرقت ومضاته مشاعري وغزت إشراقته حواسي، حتى بتّ أحلم بك كل ليلة بينما ظل طيفك كالنورس يلاحقني في النهار،، شعرك معطر بالسحر قد انسدل عفويا مثل ملاك لم تمسه يد الدنيا، وفي عينيك قدس الأقداس، بل أعظم آية تلتهم جمال الأزهار وطفولة الإنسان بسحرهما، كانتا أجمل من فراشة وأبصر من زرقاء اليمامة بل كأنهما لؤلؤتين قد دمرتا ما في داخلي وكشفتا الغطاء عن جوهر صدقهما وبراءتهما لدرجة أنهما قد أعادتا النوارس إلى سمائي، أما لونهما الصارخ قد أوحى إلي بالأمان بعد أن أصبح بالنسبة إلي مثل شاطئ ترسى فيه فلك أحلامي وتستلقي على ضفافه أمواج عواطفي.. نظراتك الدافئة تلمح بالهدوء والسكينة قد خلّدت خلود الأبد في أعماقي وأينعت ثمارا أمدّت روحي بما لا يفيه وصف أو تقدير، بل تجذبني إليك مثل عابد يحترق شوقا للخشوع في محرابه.. جفناك يتقدان احمرارا ووجنتاك تلتهبان حياء كأنك اميرة في خضرها قد أصبحت بالنسبة إلي خير متاع في هذه الدنيا، وأعذب ما فيك ابتسامتك الحلوة الرقيقة التي تهزني هزا كلما رأيتها مرتسمة على ثغرك المرسوم كالعنقود.. حينها فقط أشعر بك تنبضين بحياة الإخصاب والعذارى ثم يتراء لي وجهك الوضاء كشعاع الشمس يفتض ستائر الحزن وغيوم الكآبة بداخلي... ضحكتك أنغام تسيل بأنبل العواطف فتملأ حياتي غبطة وحبورا... صوتك الرخيم منحني القوة وجعل فؤادي يعيش بسلام مع الحقيقة، أما حديثك شهي وعذب يثير المشاعر قد أذهب عن نفسي القلق وزرع في أغوارها الصدق الذي ظل بريقه يومض كالبشرى.. أما من شفتيك النديتين يبدأ الحب لينشر التفاؤل في وجداني ويمنحني تأشيرة البوح بما يجول في خلدي وخاطري.. يداك رخاميتان وقامتك ممشوقة وقوامك رشيق، تمشين كالحمام الزاجل وتلوكين اللقمة في بطء شارد وتشربين الماء رشفات متأنية.. حسناء أنت وإلهام طروب في كامل نضجك لم تداهم تصاريف الأيام مٌحياك الذي صارت تغار منه الصبايا.. وردة أنت تزدادين مع مرور الأيام تفتحا ولم تنل السنوات العجاف من دلالك البهي وطلعتك المتألقة ووقارك المعهود ورتابتك المحسوبة بدقة ونغمك المميز وحيويتك المتدفقة..امرأة أنت في كامل أنوثتك اليافعة وبراءتك المتكاملة وكبريائك الشامخ ورومانسيتك المفرطة ورهافتك النادرة، بل قديسة طاهرة شرطك الوحيدان أظل الناسك الزاهد والعابد الورع كي أنال صكا من صكوك غفرانك كي أدخل جنتك التي لا أراها وأتصورها ألا في قمة خيالي ومنتهى طموحي وذروة أحلامي.. فقط سيدتي مغفرة وعذرا.. مهما أبدعت في وصفك ومدحك فإن كلماتي ستعجز ولم استنجدت بكل مفردات لغة العرب، أنت آية من آيات الرب في الكائنات وأنا العبد الضعيف المهووس بك، أعترف بأنني أتعبدك في نفسي بكرة وعشيا ولو لسؤالك ألف جواب وجواب.. حبا في الله، فقط دعيني أسكن مرفأ عينيك اللتين تتراء في بؤبؤيهما براءة الملاك وأنتظر، فاليوم عدت شهريار وأنت جرحي الأسمر مصلوبا في كفيك.. قلبيه كيفما شئت...
دمت هكذا في القلب والذاكرة مثل ربيع لا ينطفئ..
( رامي.. شهريار، الجرح الأسمر)
الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017
الكاتب .. رامي.. شهريار، الجرح الأسمر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق