رائحة الموت
أوقفوا قطار التطبيع
يا عرب...
لا تذروه يمر بمحطاتنا
فالفلسطينيون إخواننا في الدين
واليهود أعداؤنا أبد الآبدين
لهم دينهم ولنا ديننا
فأين هي النخوة العربية
لإنقاذ ما تبقى من الهوية
لا تطبيع مع اليهود
أعداء الدين والبشرية
ومهما حاولوا من أساليب التركيع
لن نحيد ولن نتراجع
حتى تحرير فلسطين
فرجاءا لا توقعوا بالتطبيع
شهادة وفاة النخوة العربية
لا تشيّعوا جنازة التاريخ العربي
ولا تدفنوا روحنا القومية
وعهد الإنتصارات
لا نريد أن نطبع
علاقتنا مع دولة عنصرية
لغتها الثانية بعد العبرية
سفك دماء الأبرياء بكل همجية
قرن مضى يا فلسطين
على وعد بلفور اللعين
ما عادت تحط على أرضك أسراب الحمام
وما عدنا نشتم رائحة النرجس والريحان والياسمين
وحدها رائحة الموت
تنتشر في كل مكان
قد آن الأوان
لنتصالح مع الهوية العربية
في زمن تتدحرج فيه وحدتنا
إلى أسفل السافلين
يريدون مسح ذاكرتنا
وتجريدنا من تاريخنا وحضارتنا وهويتنا
يريدون رمي كل فلسطيني يولد
في غياهب النسيان
حتى تصبح فلسطين
أرضا بلا شعب
لكن هيهات...
سنرمم بوحدتنا العربية
هذا الخراب
ونصنع بسواعدنا سفينة النجاة
التي ستبحر في أعماق وحدتنا العربية
باتجاه فلسطين الأبية
فكم اشتقنا لتحرير القدس
والصلاة في رحاب المسجد الأقصى
كم اشتقنا يا فلسطين
لنلملم شتاتنا العربي
وننثر السلام في كل شبر من ترابك
كم اشتقنا أن نعلن توبتنا
بعد سنوات من السقوط والانحطاط العربي
كم اشتقنا أن نتوب عن سنوات فرقتنا
وعن زمن النكسات العربية
ونمحو من جسدنا العار العربي
وآثار التطبيع مع أعدائنا
من بني صهيون
فاغفري لنا يا قدس خطايانا
وتقصيرنا في تحريرك
من الذئاب الجياع
التي أكلت لحوم شعوبنا
ومن العلق الذي يمص دماء الأبرياء
فمعذرة يا وطن الأجداد
ويا أرض الجهاد والإباء
معذرة يا أرض الميعاد
ووطن الأنبياء...
الشاعرة نسيمة شرلاح زكيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق